جامعة الخليل - رئيس مجلس امناء جامعة الخليل في لقاء خاص مع صحيفة اخبار الخليل

رئيس مجلس امناء جامعة الخليل في لقاء خاص مع صحيفة اخبار الخليل

اللقاء مع رئيس مجلس امناء جامعة الخليل الدكتور نبيل الجعبري ( أبو طلال) ممتع ومريح ، فالرجل صريح ويقول ما في داخله بصورة مباشرة ، لذا فإننا في صحيفة أخبار الخليل نحرص من حين إلى آخر إلى لقاء الدكتور ، وكان هذا اللقاء الأخير للحديث عن مبادرة خاصة للمصالحة ، وكذلك عن مواضيع أخرى .فإلى اللقاء:

س: كيف هي أحوال جامعة الخليل حاليا؟

ج: الحمد لله الأمور تسير بخير،والمسيرة التعليمية مستمرة إن شاء الله.في هذا العام تم الاعتراف بكلية الحقوق فأصبح لدينا كلية حقوق،والاعتراف بكلية الصيدلة، وكذلك إدخال تخصصات  المختبرات الطبية، ونحن نسير ضمن المخطط العام لتطوير الجامعة ،وأصبح لدينا أيضا برامج ماجستير أكثر من العام الماضي ، وان شاء الله سنتمكن من تحقيق الخطة التي تم رسمها للجامعة 

س: هل أنت راض عما يحدث في الجامعة أم لديك انتقادات ؟

ج: إذا كان الشخص راضياً هذا يعني انتهاء دوره ، نحن دائما نتطلع إلى الأفضل لذلك علينا أن نعمل أكثر .

س: ما خططكم المستقبلية  لتطوير الجامعة أكثر ؟

ج: أن يكون لدينا  كلية طب وهي أحد الأهداف الرئيسة التي نعمل على تحقيقها.

س: جامعة الخليل اليوم هي إحدى معالم مدينة الخليل، كيف تقيمون علاقاتكم مع الدوائر الرسمية المختلفة  من محافظة وبلدية وغرفة تجارية ومؤسسات رسمية وأهلية؟

من جهتنا العلاقة جيدة ومثمرة وايجابية ، ولكن بإمكانك أن تسأل الأطراف الآخرى  عن علاقاتها بالجامعة فنحن دائما نمد يدنا لكل المؤسسات في الخليل وفلسطين.

س: ما رأيك الشخصي في اقتراح تقسيم محافظة الخليل إلى أربع محافظات،نظرا لكونها أكبر محافظات الوطن ؟

ج: أعتقد أن على السلطة الفلسطينية تقسيم كل سم واحد من المناطق، وتعمل منه محافظة للحفاظ عليه.

س:اقترحت خطة على موقعك الشخصي في الشبكة العنكبوتية للمصالحة بين غزة ورام الله ، هل تطلع القراء على هذا؟

ج: أولا هي ليست خطة للمصالحة، وإنما هي خطة من الممكن أن تؤدي إلى اتفاق فلسطيني فلسطيني، لأن كلمة المصالحة بالنسبة لي هي كلمة غير دقيقة  لأن (أبو مازن) وهنية بينهم صلح، والشعب الفلسطيني بينه صلح أيضا، فذلك يعني انه يوجد مصالحة، ولكن الهدف منها هو تقريب الشعب الفلسطيني لتسيير أعماله بأفضل ما يمكن، هذه هي مجمل الأفكار التي وضعتها، لا يصح أن نهمل الأخطاء الكبيرة، والتذمر الكبير، الذي يحدث في الشارع، إسرائيل قسمتنا إلى مناطق A ,B,Cوقبلنا بها , حيث مناطق Aمناطق صغيرة ومناطق Bكبيرة ومناطق Cأكبر وأكبر، فكان الهدف الرئيس من الخطة التي وضعتها هو تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة مناطق: منطقة شمالية ومنطقة وسطى ومنطقة جنوبية، المنطقة الجنوبية هي قطاع غزة وعاصمته غزة، والوسطى تبدأ من شمال القدس وتمتد جنوبا وعاصمتها الخليل، والشمالية من شمال القدس حتى آخر الحدود الفلسطينية وعاصمتها نابلس، وعاصمة الحكومة الفيدرالية هي القدس، ومؤقتا هي رام الله، ولكن لنكن صريحين، الشعب الفلسطيني ليس لديه انقسام واحد فقط وإنما عشرون انقساماً، (انقسام فتحاوي حمساوي)، (انقسام فلاحي ومدني)، (انقسام مسلم ومسيحي)، (انقسام شمال وجنوب) (وشرق وغرب)، يعني كل الانقسامات التي لا يعاني منها العالم نحن نعاني منها في هذه المساحات الصغيرة، ولكن حتى نتغلب على هذا الأمر وحتى لا يشعر المواطن بأي نوع من الظلم والتهميش أنا اقترحت هذه الخطة حتي يكون لكل منطقة حاكمها ومجلسها التشريعي أو البرلمان ويكون لها محافظ منتخب، فأنا اقترح وجود ثلاثة محافظين فقط .

س: هل خطتك المقترحة هذه وصلت إلى القيادة الفلسطينية؟

ج: في الواقع أنا اطرح أفكاري كمفكر فقط لا غير،ولا أقدمها لأي جهة كانت، فعلى الجمهور إما القبول بها أو رفضها لوجود أفكار وحلول أخرى لديه أفضل منها. 

س: انت شخصية مركزية في الضفة هل لايجري استشارتك حينما يتم تشكيل حكومة جديدة ؟

ج: هل أكذب عليك وأقول لك انه يتم استشارتي في أي تشكيل حكومي، لا لم استشر أبدا.

س: نحن في محافظة الخليل ثلث الضفة الغربية أين نحن وما قيمتنا ! لماذا  لا تقوم بإيصال مطالبنا للمسؤولين ، لماذا نبقى مهمشين؟ 

ج: أنا لا أقبل أن يقول احد من أبناء المحافظة أننا مهمشون، ولكن نحن نهمش من أردنا ولسوء الحظ أردنا أن نهمش أنفسنا، ومن غير الممكن أن نصبح غير مهمشين إلا إذا  قررنا نحن ماذا نريد ،وأسمع الكثير ممن يقولون أن الخليل مهمشة وبغالبيتهم يريدون أن يقولوا للسلطة الفلسطينية وللمسئولين فيها أعطونا مناصب حتى تصبح الخليل غير مهمشة،فتهميش الخليل من عدمه يأتي من خلال خطة يضعها أبناء الخليل تتضمن ماذا يريدون وماذا سيفعلون وحينئذ يكون لهم الصوت والدور، أما البكاء أو الاستجداء من أي إنسان هذا غير مقبول، أنا لا اقبله، لأنني كفلسطيني أولا وكخليلي ثانيا أعلم ما هي القوة الموجودة في الخليل، وما هي حدود قدرتهم.

س: اذا هل تكمن المشكلة في عدم تواصل الأشخاص المؤثرين مع بعضهم؟

ج: لا، المشكلة الحقيقية هي أننا لم نقل  ما نريد.

س: باعتقادك،ما سر عدم اهتمام القيادات في رام الله بثلث الضفة الغربية محافظة الخليل ؟

ج: نحن كفلسطينيين وكخلايلة لم نضع لأنفسنا الهدف الذي نريده، فنحن إذا غيرنا هدفنا من البكاء والاستجداء إلى المطالبة الحقيقية والى التغيير الجذري , أنا لا أريد وزيرين أو ثلاثة، أنا أريد توزيع عادل ليس بالوظائف الكبيرة وإنما توزيع عادل بالوظائف الأصغر من الوزير، وتوزيع عادل للمال الذي يأتي للمحافظات الفلسطينية، والخليل ليست فقط هي المهمشة فالقدس أيضا مهمشة أكثر من الخليل، ونحن كخلايلة لا نطالب برفع التهميش ولكن نطالب بحقوقنا ،حقنا بالأموال والدعم والتطوير والتوظيف ،ونحن لا نريد وزراء لان كل وزير فلسطيني يمكن أن يمثلني، لكن نحن نريد وزيراً عادلاً يتطلع إلى أبناء الخليل كما يتطلع إلى أبناء بلده، التوظيف يجب أن يكون بالعدالة وبالشفافية .

س: هذا الخطاب لمن توجهه بالدرجة الأولى؟ 

ج: الخلايلة أولاً وثانياً وثالثاً .

س : يعني أنت تقول أن السلبية موجودة لدى أهل الخليل؟

ج: لا، بل هناك عدم معرفة كافية بكيفية أخذ الحقوق.

س: حسنا ماذا سيفعل الناس،هل تدعوهم للاعتصام والتظاهر أم ماذا؟

ج: الخطوة الأولى هي البدء بالتشاور مع البعض ونسأل ماذا نريد نحن، هذا هو الهدف،والتحدث بالطريق التي ستوصلنا إلى هذا الهدف، ولست وحدي من يقرر الطريق أو الأسلوب، ولكن علينا جميعا كمؤسسات وأفراد إجراء اجتماع واسع جدا ثم نقرر.

س: د. أبو طلال أنت دخلت السجن وأنت عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، ماذا حدث للمجلس الوطني ؟

ج : الظاهر أنه محكوم لسنين مع وقف التنفيذ، يبدو سنة، سنتين، لا أعلم حقيقة .

س: إذا هل المجلس الوطني يستخدمونه فقط عند الحاجة؟

ج: يحضرون المجلس عند الحاجة،إلى التصفيق فقط.

س: كم عدد أعضاء المجلس الوطني ؟

ج: حقيقة لا أعلم .

س: هل تتقاضون رواتب من المجلس الوطني حتى هذه اللحظة؟

ج: لا , لا نتقاضى رواتب.

س: حسب خبرتك أين تتجه الأمور الآن  في ظل مجلس تشريعي معطل وقوانين معطلة وانعدام الأفق؟

ج: نحن كفلسطينيين استطعنا أن ندخل تعابير سياسية جديدة على القاموس السياسي لم يفكر بها أحد منذ زمن فمثلا مجلس تشريعي معطل موجود، يركبون سيارات ويقبضون الرواتب ولكن لا يعملون، وثانيا المجلس التشريعي يضع القوانين والأنظمة ومن المفترض أن يحافظ عليها لكن للأسف انتهت مدته القانونية ولم يقولوا انتهى عملنا وواجبنا فلنقم بانتخابات جديدة، ولكن المصطلحات الجديدة التي أضفناها للقاموس هي  الوزارة المستقيلة والوزارة المقالة ووزارة تسيير الأعمال ومن الممكن أن تكون هذه الوزارات الثلاثة مجتمعة في وزارة واحدة.

س: لو كنت مكان أحد أعضاء المجلس التشريعي ماذا تفعل؟

ج: أترك المنصب وأترك السيارة وأترك الراتب لأنه إذا كان عندنا كرامة فيجب أن يمثلها المجلس التشريعي.

س: لكن كيف نعتب عليهم وقد غيبوا قصرياً لكون أغلبهم كان بالسجون وجزء منهم لا يزال حتى الآن؟

ج: نحن قررنا وقرارنا خاطئ حقا , فإذا قررنا وجود الديمقراطية وأنا من مبادئي لا يوجد ديمقراطية تحت احتلال، ولكن بما أنهم قرروا وأجروا انتخابات ديمقراطية، فعليهم الالتزام بجميع القوانين الديمقراطية التي تقول عندما تنتهي فترة أي مجلس منتخب إلى سنوات محددة تنتهي، فمثلا لو أمريكا غدا قامت بحرب وانتهت فترة رئيس الولايات المتحدة فإذا كان باستطاعة المواطن الأمريكي التحرك بالشارع الأمريكي بأمان ستجرى الانتخابات ولكن إذا أثرت الحرب على الحركة فسيتم تأجيلها إلى يوم أو يومين أو أسبوع ولكن ليس لسنوات كما يجري عندنا.

س: أنت تقارن سلطة وشعب وانتخابات تحت احتلال، مع أمريكيا؟

ج: أنت عندما تقول أريد الديمقراطية فمصطلح الديمقراطية واحد سواء هنا أم في أميركا أم في الاتحاد السوفييتي سابقاً أو روسيا حالياً فكوننا نقول الديمقراطية فالديمقراطية لها شروط واحدة.

س: هل تعتقد أن ما قمنا به في السنوات السابقة من سلطة وانتخابات ومجلس تشريعي في ظل الاحتلال  كان في غير وقته؟ 

ج: أعتقد أننا ساهمنا في إعطاء صورة عن الاحتلال أنه هو احتلال ديمقراطي ويشجع الديمقراطية ويشجع الانتخابات ويشجع ويشجع ويشجع، ونسي العالم كله الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال من مصادرة الأراضي وهدم البيوت واعتقال الفلسطينيين ومنعنا من الحركة بسهولة ومنعنا من أشياء كثيرة نسيها العالم كله.

س: ما المخرج من الحالة التي نحن بها؟

ج: كنت أتمنى لو أملك العصا السحرية للخروج من هذه الحالة، المخرج هو إعادة مفاهيم الحرية والديمقراطية والاستقلال لدى الشعب الفلسطيني، فأساسيات الصراع هي شعب واحتلال، فأنت لا تستطيع أن تعطي الاحتلال أنك تملك وزارة ورئيس والخ .... لأنك تعلم أنك لا تملك الحرية لأي شيء فلا يوجد عندك 1/1000 ممّا تعطيك إياه دولتك فنحن شعب محتل ومن اكبر الأخطاء أن نوهم أنفسنا ونوهم العالم بها أننا نملك دولة وانتخابات، فنحن إذا أردنا معرفة ما المخرج فعلينا أن نوسع قاعدة الفكر الفلسطيني والتشاور الفلسطيني فلا يتم أخذ القرار في داخل الغرف وبالهمس في أذن المسئول، ولكن علينا أن نجلس مع بعضنا كشعب ونتشاور ونصل في النهاية إلى اتفاق ما. أما الخطوة الثانية فلا يستطيع نبيل الجعبري أن يقول لك ما هي الخطوة الثانية ولا يستطيع أي إنسان أن يخبرك ما الخطوة الثانية فعلينا التشاور للتوصل إلى أفضل السبل للخروج من وضعنا الحالي. 

س: أبو طلال كشخصية مركزية نكرر ونعيد أنك من عائلة عريقة وكان لها دور في توجيه الأمور الإدارية حتى في مؤتمر أريحا وما قبل ذلك، والوالد رحمه الله كان له دور في الأخذ بزمام المبادرة،ألا تملك أنت القوة للأخذ بزمام المبادرة والقيام بفعل معين؟

ج: لا يوجد إنسان مجرد من قدرته على الأخذ بالمبادرة فكل إنسان يستطيع المبادرة ،ولكن أنت تريد أن تقرر متى تضرب سهمك، لأنه إذا كان في وقت غير مناسب فإنه سيفشل حتماً.

س: متى الوقت المناسب برأيك؟ قريب أم بعيد؟

ج: نحن لازلنا نفكر بأسلوب بعيد كلياً عن رغبة الشعب الفلسطيني ولازلنا نسير الأمور كما نراها نحن خمسة أو ستة أو عشرة أشخاص ونترك الشعب وحده فأرى أن الوقت بعيد.

س: هل تعتقد أن هناك أناساً مستفيدين من استمرار الظروف الحالية؟

ج: في كل الظروف هناك أناس مستفيدون.

س: ما  رأيك في خطة كيري الأخيرة؟ وأنت من متابعي الصحف الأجنبية والوكالات الدولية؟

ج: أنا أريد أن أغير طريقة الرد وأجيبك بطريقة مختلفة، أنا كم أتمنى من المسئول الفلسطيني أن يسأل السيد وزير الخارجية الأمريكي ما موقف أمريكا من قرار 242 وما هو مفهوم قرار 242 لدى الأمريكان.

س: يعني سيضحك علينا مرة أخرى؟

ج: أنا أتمنى أن يسألوه، يعني شخص يحضر لك أفكار للمفاوضات،  المفاوضات بدأت مبنية على قرار 242 ونحن للأسف تركنا قرار 242 وليس نحن من أحضره ولكن طلب منا الموافقة على قرار242 وتمت الموافقة عليه ولكن لماذا نحن اليوم نبحث عن مخارج لم تذكر في قرار 242 .

س: يعني هل القيادة الفلسطينية في أزمة؟

ج: أعتقد أن الشعب الفلسطيني كله في أزمة، الشعب والقيادة.

س: هل وصلنا إلى "الديد لوك" بالمفاوضات كما يقال؟

ج: أنا اعتقد أن أي مفاوضات بالعالم يكون فيها هدف للطرفين.

س: ماهو هدف اليهود من المفاوضات الحالية؟

ج: الهدوء الحالي الذين هم فرحون به ،وعدم المقاومة العالمية لهم فهذا هدفهم.

س: هل تعتقد أن الحافز والدافعية للمقاومة لدى الشعب الفلسطيني تراجع بالسنوات الأخيرة؟

ج: أعتقد أن الشعب الفلسطيني لا يملك الخيار الثالث فهو أمامه خيار فتح وخيار حماس والشعب  شعر أنّ كليهما لم يحقق له شيئاً، فلذلك هو صامت عما يحدث وينتظر الخيار الثالث فإذا كان هناك خيار ثالث فأنا أعتقد أن الشعب الفلسطيني سيعود بكل قوته.

س: برأيك ما هو الخيار الثالث؟

ج: على الشعب الفلسطيني أن يقرره.

س: لكن (ابو طلال) هو فتحاوي كما هو معروف؟

ج: أنا أعد نفسي فلسطينياً أولاً وفلسطينياً ثانياً وفلسطينياً ثالثاً وخليلياً رابعاً وجعبرياً خامسا , هذا أنا.

س: ماذا يتمنى  أبو طلال في  السنة الشمسية الجديدة2014؟

ج: أولاً أتمنى أن يرحمنا الله تعالى بسقوط الأمطار في الخليل خاصةً حتى لا تصبح كمية المياه أقل وأقل والناس تموت من العطش، وأتمنى من الشعب الفلسطيني أن يبدأ بطرح الأسئلة ويحاسب أكثر من الماضي لأن هذا حقه في المعرفة والسؤال والحصول على الجواب الحقيقي، وأتمنى أن يتغير أسلوب الحكم المتبع في فلسطين بتلقي الأوامر وعدم الاعتراض، والقول للمواطن اشكر ربك أنك خارج السجون،جاء الوقت لأن يسأل الشعب ما أوسلو؟ ومن فاوض من أجل أوسلو؟ ومن وقع على أوسلو؟ ومن قرر الديمقراطية الفلسطينية تحت الاحتلال؟ ومن قرر الانقسام الفلسطيني؟ ويحاسِب وأن لا يخجل لأن هذا حق الشعب الفلسطيني فعليه أن يحاسب كل مسؤول من المسئول الصغير في الدائرة إلى مسؤول أكبر موجود في جامعة إلى  مسؤول أكبر في مناصب أكبر.

س: ما  تقييمك لحياة الدكتور نبيل الجعبري؟ هل أديت رسالتك خلال السنوات الطويلة بالشكل المطلوب؟ 

ج: لا لم أؤدِ رسالتي التي أريدها.

س: ما الشيء الذي كنت تطمح لتحقيقه ولكنك لم تستطع؟

ج: لدي أمنيات كثيرة وإحدى أمنياتي التي كنت اعمل جاهداً على تحقيقها هي العمل على إيجاد شعب فلسطيني بفكر فلسطيني، هذه هي رسالتي في جامعة الخليل وخارجها، ورسالتي الثانية أن يشعر كل فلسطيني ماهية الحرية والاستقلال.

س: ألم تنجح في تحقيق هذه الأمنيات؟

ج: باعتقادي أنا لم أنجح في ذلك.

س: الوالد رحمه الله كان من أحد المبادرين إلى توحيد الضفتين هل مثل هكذا حل من الممكن تطبيقه حاليا ؟

ج: من الصعب أن يقوم الإنسان بوضع فرضيات ويقول لك الحل هذا ممكن وهذا غير ممكن، فالحل الممكن أولا أن نقول نحن للاحتلال كفى كفى كفى عليك الانسحاب مع مستوطناتك ومع مستوطنيك مع كل شيء فهذا هو هدفنا الرئيس، فأنا لا أؤمن أن هناك خياراً أردنياً أو أي خيار آخر لدى الشعب الفلسطيني، لأن الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني اليوم هو أن يعرف أن البحر من ورائكم والعدو أمامكم، والله ما لكم إلا الصبر والصمود لا غير.

س: ما رأيك في خيار الدولة الواحدة وأن نعيش مع اليهود سويا كعرب ال 48 ؟

ج: فلنكن واقعيين هل هذا خيار اليهود أم خيارنا؟

س: إذا وافق اليهود ،هل توافق أنت؟

ج: عندما أسمع موافقة اليهود حينها سأعطيك رأيي.

س: كم عمرك أبو طلال؟

ج: فوق ال 60 عاماً.

س: هل تخاف من الموت بصدق؟

ج: لا والله، بل إني أتطلع إلى ملاقاة ربي.

س: الكثير من الناس  يحبون  جمع المال والفلوس، فما  وضعك المادي الآن هل أنت مليونير؟ فأنا أرى أن مكتب رئيس مجلس أمناء جامعة الخليل متواضع؟

ج: القناعة كنز لا يفنى والحمدلله.

س: يعني في الصباح الباكر ألا يشغل بالك كم هو رصيدك البنكي هل نقص أم زاد؟ 

ج: لماذا يشغل بالي، أنا تركت عملي في انجلترا حتى أعمل في وطني ولو أردت جمع الأموال لما عدت إلى وطني فقد عرض علي وظائف كثيرة قبل 15 عاماً برواتب عالية جدا تصل إلى حوالي 20  ألف دولار لكني رفضت وأردت الاستمرار في خدمة الجامعة وخدمة وطني، هذا أنا، ولذلك أنا الحمد لله مستور وإذا كان هنالك ملايين في حسابي البنكي فأنا سأتبرع بها إلى كل الشعب الفلسطيني.

س: قيل لي أنك أكثر أبناء المرحوم شبها به وبفنه وبتكتيكه وبسياسته هل هذا صحيح؟

ج: هذا رأي الناس أنا لا دخل لي به ولكن أنا حاولت أن أحافظ على الطريقة التي رباني عليها والدي، ووالدي لم يتوفه الله ومعه الملايين.

س: كانت هنالك علاقة توتر بينك وبين البلدية السابقة فكيف علاقتك الآن مع البلدية المنتخبة اللاحقة؟

ج: أولا الكثير منهم هم أصدقائي، وحقيقة المفاهيم أحيانا التي يحكى بها غير المفاهيم التي عندي،فمن الممكن أن ألتقي أنا ورئيس البلدية في مناسبة اجتماعية مثلا ،ولكن أنا  لست من النوع الذي يسير وفق  العادات التي تمارس أحيانا ،فأنا مثلا لا أهنيء احد على المنصب الذي استلمه، فأنا اعتبر ذلك مسؤولية على صاحبها  أن يتحملها  ، فإذا أتقن العمل وحمل المسؤولية على أكمل وجه فأنا حينها أقول له تسلم يداك على جهودك، ولكن أنا أقول لكل شخص ينتخب أنا هنا موجود كجندي لخدمة وطني وخدمة مدينتي.

س: في ما يخص الشوارع التي تم تعبيدها حول الجامعة، هل كان بينكم وبين البلدية اتصالات بهذا الشأن؟

ج: لا ليس بالضرورة التحدث مع رئيس البلدية ولا من يقرر، ولكن المفروض عمل ذلك.

س: لم يطلبوا منكم إزالة الأسوار أو التوسيع؟

ج: لا ،نحن نطالب بعمل دوار على مدخل الجامعة حتى يسهل الحركة ولكن ليس بشكل رسمي لأن هذا عمل البلدية وأنا لا أتدخل في عملهم.

س: كلمة أخيرة د. أبو طلال؟

ج: أتمنى من أهلي في محافظة الخليل أن يرفضوا الأمور التالية : أولا التنكيت على الخلايلة لأني اعتبره إساءة وتحقيراً لنا وسكوتنا على من يهزأ ويسخر من الخلايلة هو مساهمتنا بتحقير أنفسنا، وثانياً وقف القول بأننا مهمشون ولكن عليهم أن يقولوا سوف نعمل كذا إذا لم نحصل على كذا، وثالثاً على كل منهم أن ينسى إذاعته وأن يبحث عن الأفضل حتى ندعمه ليقودنا إلى المستقبل لأن التنافس بيننا على شيء غير موجود يضر مصلحتنا كفلسطينيين وكخلايلة.

وأخيرا غادرنا مكتب الدكتور نبيل الجعبري ، ونحن نشعر أننا لم نستكمل اللقاء ..فهناك محاور كثيرة غفلنا عنها ..ونرجو أن يكون لنا حوار آخر قريب.

جميع الحقوق محفوظة © 2025جامعة الخليل

Search