أرشيف الأخبار
د. ﻧﺑﯾل اﻟﺟﻌﺑري ﯾﺗﺣدث ﻟـ " ﺑث " ﻋن ﻣواﻗف اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﺗﺟﺎه ﻓﻠﺳطﯾن .. وﺣﺎﺟﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺧﻠﯾل ﻟﻠﺗطوﯾر
تعتبر جامعة الخليل من أعرق جامعات فلسطين إذ تأسست في بداية سبعينيات القرن الماضي على ربوة تقع في الشمال الغربي لمدينة الخليل وتبلغ مساحتها 56 دونماً، وتشهد الجامعة تطوراً مستمراً في مبانيها وكلياتها والتي تضم اليوم كلية الشريعة -الآداب العلوم- والتكنولوجيا المسماة تيمناً باسم المغفور له جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ثم تأتي كلية الزراعة تليها التمويل والإدارة كلية التربية كلية التمريض فكلية الصيدلة وكلية المهن الطبية بالإضافة إلى كلية الدراسات العليا حيث تطرح برامج الماجستير في مايلي :-
في اللغة العربية – القضاء الشرعي- في الوقاية النباتية – في الموارد الطبيعية المستدامة وادارتها- ثم في التاريخ – وفي اصول الدين.
ويفد الطلاب الى الجامعة من كل أرجاء الوطن.
وللوقوف على المسيرة التاريخية لهذا الصرح العلمي الاول توجهنا الى رئيس مجلس أمناء جامعة الخليل السيد الدكتور نبيل الجعبري نجل الشيخ محمد علي الجعبري - رحمه الله.
والدكتور نبيل هو طبيب أسنان خريج بريطانيا وهو عضو المجلس الوطني الفلسطيني علاوة على ذلك فهو عضو الوفد الفلسطيني المفاوض كما هو معروف.
ولقد رحب بنا ومنحنا من وقته الكثير علماً بأنه ودائماً يكون منشغلاً بأمور الجامعة والأساتذة و الطلبه ومستجدات القضية ومراجعيه جمهور كبير.
في البداية سألنا الدكتور نبيل :
• كيف نشأت فكرة تأسيس جامعة الخليل ؟
د. نبيل : بعد احتلال الجزء المتبقي من أراضي فلسطين وهو الضفة الغربية لنهر الاردن وهي التي كانت تتبع المملكة الأردنية الهاشمية حتى 5 حزيران 1967 بعد هذا الاحتلال شعر سماحة الشيخ محمد علي الجعبري بأن الاحتلال قد يطول وراوده احاس بالخوف على ثقافة الامة وعاداتها من الضياع وبأن تذوب هذه الثقافةفي ظل الاحتلال ويضيع معها شبابنا وبناتنا ولذلك فقد قام سماحته ومجموعة من ابناء هذه المدينة المخلصين بإنشاء هذه الجامعة وكانت عندها تشتمل على كلية الشريعة الإسلامية فقط.
حيث كانت عندها المنارة الاولى التي فتحت ابوابها لطلاب وطالبات فلسطين من داخل الخط الاخضر ومن داخل فلسطين التي احتلت 1948م وبذلك فقد عاد اخوتنا وأخواتنا من داخل الوطن الى امتهم ولغتهم وثقافتهم العربية والتي حرموا منها 19 عاماً عند تأسيس الجامعة.
يضيف الدكتور نبيل مع ان البعض رفض الفكرة وهاجمها في حينه ثم سُرعان ما اصبح المتنافسون والمنتقدون ينشؤون المعاهد والجامعات في الضفة.
• حدثنا عن العلاقة الوفية التي ربطت بين سماحة الشيخ محمد علي الجعبري والمملكة العربية السعودية ؟
- انننا نعتز بهذه العلاقة الأصيلة ، وهي علاقة قديمة وتضرب في اعماق الوفاء والاخوة الاسلامية العربية وتاريخها الطويل ولقد شرفنا وكرمنا جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله ؛ اذ زار بيتنا وكذلك جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز وتقديراً وتعظيماً لهذه العلاقة فقد اطلقنا اسم الملك فيصل على أكبر مباني الجامعة وهو مبنى كلية العلوم والتكنولوجيا ونحن قد ورثنا هذه العلاقة الأصيلة والوفية والنزيهة والتي سطرتها المبادئ والخصال التي تجري في عروق العائلة المالكة المبجلة وهذه المبادئ والأصالة العربية ليست جديدة علينا فقد شهدنا وشهدت عليها مواقف ملوك المملكة العربية السعودية إزاء قضايا العرب والمسلمين وأولها قضية فلسطين والدعم المتواصل غير المنقطع لقضايا امتنا العربية وأولها دعم قضية فلسطين فإن مواقف خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز أبو متعب أطال الله في عمره وأدامه سنداً للأمة العربية والإسلامية معروفه وعلى رؤوس الأشهاد حتى في أحلك الظروف وهي ظروف الحروب كانت ترسل قواتها للمساهمة في تحرير الأقصى من براثن المحتلين ولا ننسى دور كل الملوك والملك فيصل حين استخدم كل الوسائل في سبيل تحرير الشعب الفلسطيني حتى سلاح النفط لم يبخل في استعماله لخدمة قضية تحرير القدس والأراضي العربية ولا يزال جلالة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين يسير على نفس النهج ، نهج استعادة الكرامة للأمة العربية والإسلامية ونحن هنا في هذه الجامعة لم ولن ننسى ما قدمته لنا المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين من دعم مشكورين على كل جهد ودعم يقدمه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله لهذه الجامعة أيضاً والتي أصبحت تفتح الأبواب على مصراعيها أمام الطالبات للحصول على شهادات جامعية في هذه المحافظة المُحافِظةْ ولقد أخذنا على عاتقنا أن نوصل العلم ونسلخ الناس بالعلم في كل أرجاء الوطن السليب فأبنائنا داخل فلسطين المحتلة 1948 يواجهون صعوبات جمة في إمكانية الالتحاق بالجامعات العبرية ويبتكر اليهود كل يوم شروطاً وأصناف من القيود والأسباب للقبول وهذه السياسة الجامعية ليست غريبة على الإسرائيليين لهذا فالآن يوجد حوالي 1500 طالب وطالبة من فلسطينيّ الداخل والعدد يتزايد كل فصل بمعدل كبير وسريع.
• دكتور نبيل أنا علمت بأنكم قمتم بزيارة للمملكة العربية السعودية الشقيقة أين حطت بكم الرحال؟
- نعم لقد قمت بزيارة البنك الاسلامي للتنمية في جدة فيما أذهلنا التطور الهائل في المملكة العربية السعودية وهذا إن دلّ فإنما يدل على مدى إهتمام جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بتطوير الشعب والمملكة ولقد قدمنا برامج ومشاريع عمرانية للجامعة من أجل استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات أبناء فلسطين في داخل الخط الأخضر والذين يحرموا من فرص التعليم داخل الاراضي المحتلة 1948 بسبب المعوقات الاسرائيلية لالتحاقهم في الجامعات العبرية الاسرائيلية كما ذكرنا.
• د.نبيل ماذا عن مشاريعكم حول خطط مستقبلية بشأن تطوير الجامعة؟
- نعم لقد وضعنا خطة لإنشاء مستشفى تعليمي وهذا المستشفى سوف يكون جزءاً من كلية الطب و الذي نستطيع من خلاله تقديم خدمات صحية لمحافظة الخليل خاصة وفلسطين عامة وإننا سنكون بصدد استضافة مستشارين أطباء وأكفاء كبار لتدريب كوادر من الأطباء حتى نستطيع رفع مستوى الخدمات الطبية ولكي نغطي الخدمة الصحية لنسبه كبيرة من سكان المحافظة وبقية أجزاء الوطن لذلك قمنا بشراء قطعة ارض خاصة بالمشروع بمساحة 34 دونماً.لكن ينقصنا الكثير الكثير لتكملة هذا المشروع الإنساني الكبير .
• هلا طلبتم الاجتماع واللقاء بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أو الى الاجتماع بولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ، بخصوص شرح الموقف الفلسطيني الراهن واضطلاع المسئولين في المملكة العربية السعودية على مشاريعكم بخصوص تطوير الجامعة ؟
- نحن نتطلع بكل أمل للقاء خادم الحرمين الشريفين .
• دكتور نبيل ما هي أصداء المبادرة التي طرحتموها بها لحل الخلاف الفلسطيني بين حماس وفتح؟
- مواقف خادم الحرمين الشريفين بتوحيد الصف الفلسطيني يشهد بها جميع الفلسطينيين كما يشيدون بها لأنه دون توحيد الهدف ووحده الوطن جغرافياً ودون معرفة من هو العدو ومن هو الصديق دون ذلك كله فلن تحرر الأرض والمقدسات ، وان فكرة المبادرة التي أطلقناها هي مكملة لفكرة خادم الحرمين الشرفيين وتحدثنا بها أمام أكثر من خمسة الآلاف شخص يمثلون القوى الوطنية والقبائل والعشائر الفلسطينية وقد نالت موافقة الجماهير وقاموا بالتوقيع على المبادرة وحملة تواقيع ما يزيد على 60 آلف مواطن من غزة والضفة الغربية لكن للأسف فإن المصالح الشخصية تصطدم بالمصالح الذاتية لكن أملنا الكبير بجهود خادم الحرمين الشرفيين بأن يعيد محاولات جمع الشمل الفلسطيني . ونأمل من كافة الأطراف الفلسطينية المعنية تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فالأقصى في خطر كبير ولا وجود لذا إذا ذهب الأقصى والقدس الشريف وكذلك لا وجود لعزة الأمة الإسلامية والعربية دوم الأقصى علينا أن نضع تحرير الأقصى فوق كل اعتبار .