جامعة الخليل - جامعة الخليل تنظّم ندوة تحليلية للمشهد السياسي الحالي

جامعة الخليل تنظّم ندوة تحليلية للمشهد السياسي الحالي


بهدف تحليل مسار الأحداث السياسية والميدانية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015، عقدت كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الخليل ندوة علمية بعنوان: "المشهد السياسي الفلسطيني: الواقع والآفاق". عرض في الندوة أربع أوراق عمل قدمها كل من الدكتور معتز قفيشة، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الخليل، والمحامي جهاد أبو ريا الناشط السياسي والحقوقي من مؤسسة فلسطينيات في عكا، وكل من الدكتور عماد البشتاوي والدكتور بلال شوبكي، الأستاذين المساعدين في قسم العلوم السياسية في الكلية. أدار الندوة الدكتور مراد الصانع، أستاذ القانون الدولي المساعد في الجامعة. افتُتحت الندوة بدقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، خاصة شهيد كلية الحقوق، الطالب فاروق سدر. ثم قدّم الدكتور الصانع مداخلة تعريفية بأهمية الندوة وسياقها.

 

عرض الدكتور قفيشة معالم الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية المطلوب التوصل إليها في بداية في الانتفاضة الحالية. وأشار إلى أن الانتفاضة تبدو الخيار الوحيد المطروح فلسطينيا في ظل استمرار الاستيطان والتعنت الإسرائيلي في ملف التفاوض والتجاهل الإقليمي والدولي للقضية الفلسطينية. حدد قفيشة محددات عامة للاستراتيجية الوطنية؛ مشيرا إلى ضرورة تحييد السلطة وعدم الزجّ بها في الانتفاضة، ضرورة أن تكون المقاومة شعبية محذراً من عسكرة الانتفاضة أو وضعها في إطار حزبي. كما طالب باستخدام القانون الدولي وترميم منظمة التحرير والاستمرار في بناء الدولة وإنهاء الانقسام والاهتمام بفلسطينيي الخارج ومخاطبة الرأي العام الإسرائيلي وتفعيل دور المرأة وتجنب الاضرابات.

 

قدّم المحامي أبو ريا عرضا حول السياسات الإسرائيلية ضد فلسطينيي الداخل ومقارنته بالسياسيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا على أن الحراك في الداخل هو شراكة وليس مجرد دعم لأهل الضفة وغزة. وقال أن إسرائيل تحاول أن تستغل الأحداث الحالية لتوسيع الاعتداءات بالقتل والاعتقال وهدم البيوت والفصل العنصري والتهديد بسحب الهويات والتهجير. كما أشار إلى أن إسرائيل تحاول إلصاق حراك أهل الداخل بالحركة الاسلامية تمهيدا لاتهامها بالإرهاب وتبرير قمعها. إلا أن هذه السياسة لن تمنع فلسطينيي الداخل من الالتحام مع القضايا الوطنية والاستمرار في مواجهة السياسيات العنصرية والاحتلال.

 

أما بخصوص مواقف الأحزاب الفلسطينية من الانتفاضة الحالية، فقد قدم الدكتور البشتاوي تحليلا حذر فيه من اعتبار ما يجري على أنه انتفاضة، مشددا على أنه مجرد حراك متحكم به أمنياً وسيجري إيقافه في اللحظة التي يراد له ذلك؛ إذ أن ما يجري عملية تحريك لملف التسوية، لا تحرير لفلسطين. وأكد البشتاوي على أن الفصائل غائبة عن الحراك االشعبي، لأنها غير معنية في تصعيد الانتفاضة حاليا. كما نوه إلى أن الحركات الكبيرة قادرة على الدخول في الانتفاضة لكن قياداتها المؤثرة غير راغبة لتضارب الانتفاضة مع مصالحها ومكتسباتها، فيما فصائل أخرى راغبة في الانتفاضة لكنها غير قادرة ميدانيا.

 

تناول الدكتور الشوبكي تحليلا للموقفين الدولي والإقليمي من الانتفاضة. وأوضخ أن الأطراف الدولية لا تستقي معلوماتها من مصادر الإعلام المحلية، ولا ترى ما يجري حاليا سوى تدهور أمني في مناطق محدودة جغرافياً، لا يشكّل خطورة على مسار التسوية السياسية. وعزا الشوبكي عدم التدخل القوي لأميركا في هذا الملف إلى رغبة إدارة أوباما في إنهاء فترة ولايتها بإنجاز الملف الإيراني، لا بملف التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. كما أشار إلى فشل مشروع السلام الاقتصادي في تكبيل أيدي الفلسطينيين كونه قد تجاهل جيل الشباب. وختمت هذه المداخلة بتفسير المواقف الأوروبية والعربية والتركية تجاه ما يجري فلسطينيا.

 

بعد انتهاء المداخلات، أدار الدكتور الصانع جلسة النقاش التي تخللّها العديد من الأسئلة والتعقيبات التي أثرت الندوة، ودفعت بها إلى المزيد النقاش التفصيلي في قضايا مفاهيمية وفكرية وعملياتية. حضر الندوة زهاء 200 من أساتذة وطلبة القانون والعلوم السياسية والإعلام وغيرهم من المهتمين.
 

 
 
جميع الحقوق محفوظة © 2025جامعة الخليل

Search