التحليل السيميائي يُعنى برصد العلامات لكشف مكونات النص، وقد هدفت هذه الدراسة إلى مقاربة العلامات السيميائية الفارقة، في رواية شيفرة بلال للكاتب أحمد العمري، لما تحتويه من مكونات تستحق المقاربة النقدية، وقد تناولت الدّراسة العتبات المشتملة على العنوان والغلاف والإهداء، والبداية، كما قاربت سيميائية الألوان، ولغة الجسد، والشخصيات، ومكونات الزمان والمكان، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المتكئ على آليات التحليل السيميائي، وصولاً إلى رسم ملامح التكوين السّيميائي التي أسهمتْ في تصميم بنية الرواية السردية، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة منها: فتح غلاف الرواية فضاء النص على رموز العنصرية، والتمرد على التعذيب، واختزنَ عُنوانُ الرواية دلالات مغرية للمتلقي لفك رموزه لمعرفة سر الاقتران بين رمز الشيفرة ودلالة اسم بلال. كما أبرزت بداية الرواية شخصية الطفل بلال الذي تميز بالجرأة وقوة التحمل والكتمان، كما وظف الكاتب لغة العيون التي تمثلت في نظرات السخرية والحب والكره، والحيرة واللامبالاة . وبرزت ملامح الوجه وأشكاله التعبيرية موزعة ما بين وجه يرمز إلى الهوية، ووجه خالٍ من المشاعر، ووجه قلق. تنوعت نبرات الصوت للدلالة على الحماسة تارة ، والدهشة والاستغراب تارة أخرى، والتهكم والغضب والوجع. وارتبطت كلُّ شخصية في الرواية برمز يتناسب مع طبيعتها، وسماتها المرتبطة باللون والسلوك، كما توصلت إلى إبراز الدلالة السيميائية للزمان والمكان.