الملخّص:
تهدف الدراسة البحث في عتبتين بارزتين من عتبات الرواية وهما العنوان والغلاف، وأهمية هاتين العتبتين اللتين تشكلان بوابتا دخول القارئ لعالم الدهشة والتأويل، كما يشكلان إغراءً بولوج عالم النص والتفاعل معه.
ولأن العنوان والغلاف يحملان رموزًا وإيحاءات؛ تم تحليل العنوان والغلاف تحليلًا سيميائيًا؛ كي نخترق حدود المعنى الظاهر إلى المعنى الباطن، واستخلاص العلاقة التي تربط العنوان والغلاف بمتن رواية "يوتوبيا".
ابتدأ التحليل بالعنوان لأهميته البالغة في إنتاج الخطاب الروائي؛ فهو حجر الأساس الذي يبني عليه المؤلف فكرته المرجوة، وعليه الاعتماد في حمل أكبر شحنات دلالية مكثفة موحية؛ وهو القنطرة التي تشي بالدلالة، وتصل بين طرفين المرسل والمتلقي.
أما الغلاف فيعد مكونا أساسيا مهما ليس فقط في حفظ النص بين دفتيه فحسب، بل لما يحمله من نصوص ورموز توحي بدلالات محددة يريد الكاتب التلميح لها أو التصريح بها في النص الروائي؛ فحمل الغلاف العنوان، واسم المؤلف، وآراء نقدية، وتعريفا بالكاتب، واقتباسا من الرواية يلخص المأساة التي تدور أحداثها في الرواية، والعديد من اللوحات التشكيلية مثل اليد، والدم المتناثر، والنخل والمباني وغيرها، وألوانا من النصوص والرسوم .
كما تناول البحث تحليل الدلالات التي تحملها مكونات الغلاف برمتها، وأظهر الترابط بين مكونات الغلاف، وأفكار الرواية الجوهرية بما يدل على التناسق والوحدة العضوية والموضوعية بين العناصر كلها التي تكون جسد النص.