الملخص:

تعتبر الزيادة السكانية المتسارعة من أهم المشاكل التي تواجه المدن، وإذا كان التزايد السكاني في الماضي يهدد بالجوع ونقص الغذاء جراء العدد المتزايد من السكان والتزايد غير المتكافئ من الإنتاج فإنه اليوم يهدد جميع أبعاد التنمية المستدامة (البيئية والاقتصادية والاجتماعية)، وتهدف الدراسة الحالية إلى تحديد أثر النمو السكاني على التنمية الاجتماعية المستدامة في مدينة السويس، واستخدمت الدراسة المنهج التاريخي والتباين والتشابه المكاني والسببي التأثيري والمقارن.

وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: أن معدل النمو السكاني في مدينة السويس كان أعلى من معدل التنمية الاجتماعية المستدامة، ويعزى ذلك إلى الزيادة في أعداد السكان الناجمة عن الزيادة الطبيعية والهجرة من المحافظات الأخرى، مما أدى إلى تراجع مؤشرات التنمية الاجتماعية المستدامة بالمدينة عن المعايير العالمية وكذلك عن معايير الدول النامية وتراجع بعض مؤشرات التنمية الاجتماعية بالمدينة عن الفترات السابقة نتيجة زيادة عدد السكان بمعدلات أعلى من زيادة نمو الخدمات التعليمية والصحية.

وأوصت الدراسة بضرورة: تضافر الجهود للحد من الزيادة السكانية واستثمار الطاقات البشرية الموجودة، والسعي نحو خفض مؤشرات التنمية الاجتماعية السلبية مثل تقليل عدد الأميين وخفض نسب التسرب ومعدلات الوفيات، ووضع خطة لزيادة الخدمات التعليمية والصحية وفقاً للمعايير الدولية أو على الأقل معايير الدول النامية وبما يتناسب مع عدد السكان، والحرص على نشر وزيادة الوعي الصحي، ووضع خطة لتوفير الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان بناء على تقديرات السكان المستقبلية بالمدينة.