جامعة الخليل - ولاء أبوعياش: تجربة طالبة من جامعة الخليل في نيويورك

ولاء أبوعياش: تجربة طالبة من جامعة الخليل في نيويورك


أنا طالبة في السنة الثالثة بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الخليل. كانت التجربة الأولى في حياتي خارج فلسطين. ذهبت إلى أمريكا لقضاء الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2015/2016، في جامعة نيويورك، من خلال برنامج "دعوة إلى السلام"؛ وهو برنامج لتبادلالطلبة من مختلف أنحاء العالم للتعرف على الحياة من منظور أوسع. بدأت حياة جديدة. كان عقلي يحاول استيعاب كل شيء. هدف البرنامج لدراسة القضية الفلسطينية والروايتين الفلسطينية والإسرائيلية. وجدت اختلافا كبيرا بين الروايتين. كنا ثمانية طلبة. كان هناك جلسات أسبوعية من أجل النقاش حول تاريخ القضية وتفاصيلها. تعرفت من خلال هذه المناقشات على أسلوب تدريس الرواية الإسرائيلية للعالم التي تهدف إلى غسل العقول وإقناع العالم بأن فلسطين هي أرض إسرائيل. الموضوع الرئيس كان يتعلق بالوضع الجديد لفلسطين وهل ستقوم دولة فلسطينية أم لا.
 
درست أربعة مساقات هي: التاريخ الفلسطيني، تاريخ إسرائيل، اللغة الإنجليزية، والتمرين الصوتي. كان لكل مساق أسلوب تدريس مختلف وممتع. قمنا بالعديد من النشاطات والرحلات. ذهبنا إلى العاصمة واشنطن، وزرنا البيت الابيض والعديد من المتاحف الموجودة، مثل متحف السكان الاصليين، وذهبنا إلى شلالات نياجارا على الحدود الكندية. كان كل أسبوع يوجد رحلة تعليمية شيقة. السكن الجامعي كان في ضاحية منهاتن. كانت رائعة، لكنها مزعجة أحيانا لأنها مدينة التي لا تنام.
  
أسلوب الحياة في أمريكا متطور ومنظم ويستحق التقدير. يقوم على البساطة التي تهدف إلى جعل الحياة أجمل. أخلاق الناس في أمريكا أخلاقا كريمة وطيبة، متمثلة بالصدق والنظام والثقة بالآخرين واحترام خصوصيتهم. حرية الآخرين لها أهمية كبيرة بداخل كل فرد هناك؛ فهي وازع داخلي عندهم.
 
كان أسلوب التدريس مختلفا عن الأسلوب المتبع في الجامعات الفلسطينية. فهو عبارة عن حلقات نقاش بين الطلبة والبروفيسور. يقدم البروفيسور خطة مفصلة عن مواضيع المحاضرات والقراءات لدراستها قبل المحاضرات. يقوم الطلبة بالتحضير قبل المحاضرة، وبالتالي تكون محاضرات نقاشية، لا تلقينية. في المحاضرة يتحدث كل طالب عن الموضوع المكلف به و نصحح معلومات بعضنا بعضا ونضيف إليها. نظام الامتحانات كان مختلفا أيضا؛ فنصف العلامة كان على الامتحانات المقررة والنصف الآخر يرصد للأبحاث وتقاير والأنشطة اللامنهجية. يتيح هذا الأسلوب للطالب فرصة للإبداع أكثر من المنهج التلقيني السائد في معظم جامعاتنا. مما لفت انتباهي كذلك الإقبال الهائل على مكتبة الجامعة للدراسة واستعارة الكتب وقراءتها. فبدأت بشكل تلقائي بالذهاب للمكتبة واستعارة الكتب. القراءة في محطات القطار كانت ملفتة أيضا.
   
كانت تجربة رائعة مليئة بالمغامرات والمفاجئات. اكتسبت منها العديد من المهارات على المستوى الشخصي والاجتماعي والسياسي واللغوي. أشجع الطالبات والطلاب في جامعاتنتا الفلسطينية على الإنخراط في هكذا رحلات والسفر للخارج من أجل توسيع المدارك والتعلم من تجارب الآخرين والتغلب على الأنماط السائدة.
 
 
يذكر أن الطالبة ولاء أبو عياش هي من الطلبة العشرة الأوائل في كلية الحقوق والعلوم السياسية.

جميع الحقوق محفوظة © 2025جامعة الخليل

Search