كلية الطب البشري
كلمة العميد
إنَّ المِهنة الطِبية مِنْ أعظَمِ وأجلِّ المِهَن التي عَرفها التاريخ البَشري، فهي التي تُعنى بدراسة ذلك التركيب المُعجز الذي أوجَدَه -سبحانه- في جَسد الإنسان الضَعيف، لذا كَرَّس الإنسان ومُنْذ القدم جُهْدَه ليشخِّص أدواءَه ويتعرَّف على دوائِه.
وإننا في كلية الطب في جامعة الخليل، كان لزامًا علينا أنّ نَحذو حذوًا حثيثًا، وسَعيًا كبيرًا في هذا المِضمار الواسِع لنستكمل مَسيرة الرُّقي والازدهار، التي كان الفضل بَعد الله - سبحانه- في البِدْء فيها وتشييد بنيانها لكوكبة مِنْ الأساتذة الأفاضل الذين لم ولنْ ننسى عظيم الأثر الذي بذلوه في بناء صَرح الكلية.
ولهذا فإنَّ رِسالتنا ورؤيتنا الشاملة المتكاملة ليست فقط لبناء أطباء ذوي مستوى أكاديمي عالٍ، بل أن نبني إنسانًا ذو أخلاقٍ سَامية بعيدة عَنْ الجَشع والاستغلال، وهمّةٍ عالية، وشخصيةٍ متكاملة، فيكونوا لَبِنة البِناء لوطنهم وبلدهم، ذوو إخلاص مُطلَق للمريض وللرسالة السامية التي يحملونها على أكفِّهم، فطلبة الطب هم صَفوة المجتمع أكاديميًا؛ فلذلك هم ذوو قدرة عالية على قيادة المجتمع وبناء مؤسساته، وتطوير
وزارة الصحة ومختلف الوزارات، فالشعب الفلسطيني وبرغم ضُعف الإمكانيات المتوفرة بين يديه، إلّا أنه يمتلك جميع المُقومات الدينية، والأخلاقية، والذهنية التي تجعله يَرقى لِمصافي الأُمَم النَبيلة.
وإنَّ مِنْ رؤيتنا التي نَسعى جاهدين لإتمامها في أسرع وقت ممكن؛ بِناءُ مستشفىً جامعي قادر على أنّ يُقدِّم رِعاية صحية ثلاثية متقدمة، فالمستشفيات الجامعية عادةً تكون ذات كفاءة تعليمية أكثر من المستشفيات الحكومية أو الخاصة، فمن خلال المستشفى الجامعي نهدف لأنّ نُدرب الطلبة ليكون عندهم الكفاءة العالية العلاجية والسريرية، وأنّ نرجع الثقة بالمؤسسة الفلسطينية من خلال إجراء عمليات نوعية لم تحصل في الدول المجاورة، مثل: القسطرة الدماغية، وزراعة القلب.
ولا بدّ لنا أن ننوه لموضوع مُهمٍ عالميًا ونخصّ به طلبة الطب؛ ألّا وهو البحث العلمي، فنحن نتطلع لأن نُخرِّج أطباء عُلماء، مساهمين في البحوث العلمية المختلفة، فلا غرو أنّ بالبحث العلمي تنهض الأمم وترقى، فالبحث العلمي لا يُعنى بعلاج المرضى وشفائِهم فقط، بل بإيجاد اكتشافات جديدة لمجالات طبية حديثة تُساعد المرضى والمُجتَمع بشكلٍ عام، فإنّ البحث العلمي هو السبيل الأنجع لأنّ يرقى الطبيب
ليكون طبيبًا ناجحًا ذو مكانة مرموقة على التوازي مع نهضة المجتمعات والأمم المختلفة.
وفي الختام؛ لا بدّ للطبيب أن يكون على قدر المسؤولية المُلقاة على كاهِله، وألّا يضيع هذا المكان العظيم الذي اختصه الله فيه، فإنّ الاجتهاد والمثابرة المُستمرة، والصَبر على سِنيّ الكُلية الطَويلة ومتاعبها لهو